بالتوازي مع رحلته الأكاديمية التقليدية، اختار يحيى فؤاد أن يخوض طريقًا غير تقليدي في البحث عن الحقيقة والمعرفة العميقة. لم يكتفِ بما تقدمه الجامعات من مناهج، بل حمل شغفه وسافر إلى مختلف أنحاء العالم، ليتتلمذ على أيدي كبار العلماء والمتخصصين في علوم الباراسيكولوجي، والميتافيزيقا، والطاقة الحيوية، وعلم النفس المعرفي؛ تلك العلوم التي تمس جوهر الإنسان ولا تكتفي بظاهر سلوكه.
بحكمة الباحث الحقيقي، أدرك يحيى أن الفهم الكامل للنفس البشرية لا يمكن أن يُستقى من مصدر واحد، فقرر أن يفتح قلبه وعقله لمصادر متنوعة تنتمي لخلفيات دينية وثقافية متعددة، فكانت رحلته رحلة انفتاح وتقبل، رحلة يبحث فيها عن الجذور المشتركة بين الأديان والعلوم، بين الروح والعقل، بين النص والتجربة.
جمع بين عمق البحث الأكاديمي، وحدس المتأمل، وشغف العاشق للحقيقة، فكوّن مزيجًا نادرًا من المعارف والخبرات التي تلامس الإنسان من الداخل، وتُضيء له طريق التغيير. تعمّق في النصوص المقدسة باختلاف دياناتها، وربطها برسائل علم النفس الحديثة، ليخرج برؤية متكاملة تنشد الوعي، وتخدم الإنسان، وتمنح الباحثين عن السلام الداخلي خارطة طريق نحو التوازن، وسعادة لا تميّز بين دينٍ أو عِرق، بل تعترف بإنسانية واحدة تبحث عن النور.
ومن قلب هذه الرحلة، وُلدت رسالة يحيى فؤاد بوضوح: أن المعرفة ليست غاية، بل وسيلة للشفاء، والحضور، والتحوّل. ولهذا أسّس مشروع “رفيق” ليكون أكثر من مجرد مبادرة، بل مجتمعًا واعيًا يحتضن كل من يسعى لفهم ذاته، وشفاء جروحه، ومرافقة غيره في رحلة العودة لنفسه. “رفيق” هو نداء لكل من تعب من السطحية، واشتاق للعمق… لكل من فقد بوصلته، ويريد أن يجد الطريق إلى ذاته الحقيقية من جديد.